إنه من الصعب مقاربة إشكـــالية الآداب والأخلاقيات على مستوى الفضاء الجامعي دون التطرق الى مستقبل هذه المؤسسة ومهمتها في التكوين الاجتماعي والمواطنة. هذا التكوين الذي يرتكز على ممارسات مسؤولة آخذة في عين الاعتبار القيم الجامعية والمجتمعية التي تمثل كينونة ومستقبل الجامعة والمجتمع. إن الحركية الجامعية لدى الأسرة الجامعية من أساتذة وطلبة وعمال، الذين يعتبرون شركاء المهنية الجامعية تتطلب الالتزام بالآداب والأخلاق وذلك من أجل إتقان هذه المهنة الجامعية لكل شركاء وعلى كل المستويات، التعليمي، البحثي أو الإداري لأن العملية التعليمية لا تتقدم ولا تصل إلى أهدافها وغاياتها دون سياسة إدارية ترتكز على استراتيجيات وحوكمة، متمثلة في .مشروع مؤسساتي قائم على الآداب والأخلاقيات وذو نظرة بعيدة المدى غايتها جودة الفعل التكويني.
الإنسان أخلاق تقوم على القيم وكل فعل يبنى على مدى علاقته بهذه القيم والأخلاق ولهذا كل الممارسات والمعاملات لدى أفراد الأسرة الجامعية من عمال وأساتذة وطلبة عليها أن تكون ضمن هذا السياق. ألا و هو إطار الآداب و الأخلاقيات التي تتضمن خاصة ضميرا مهنيا مراقب من طرف وعي مسؤول منبثق من فكر نقدي ، و متسامح و متفتح على الآخر من أجل تعاون مستمر ضامن لتحقيق مشروع جامعي منبثق من مشروع اجتماعي.